الثلاثاء، 30 أبريل 2013

بين أبو عبد الله الشيعي و أبو مسلم الخرساني ـ دراسة مقارنة ـ

بين أبو عبد الله الشيعي و أبو مسلم الخرساني ـ دراسة مقارنة ـ يرى الكثير من الباحثين والدارسين للتاريخ، ان التاريخ يعيد نفسه احيانا ، اذ اننا نجد الكثير من الاحداث التاريخية تتكرر اما من حيث الاسباب او من حيث الظروف او من حيث النتائج ، ولنا في دراسة الشخصيتين ابو عبد الله الشيعي وابو مسلم الخرساني مثال لما نقول. أوجه التشابه بينهما 1ـ كل واحد منهما قدم جهدا كبيرا في انشاء دولة قوية وخلافة عظيمة فابو عبد الله أسس الدولة الفاطمية ،وأبو مسلم أسس الدولة العباسية ، فكلاهما قامت الخلافة على أكتافه. 2ـ كانت خاتمة ونهاية كل واحد منهما على يد الخليف الذي يحكم الدولة التي قامت على كتفه وبجهده فأبومسلم قُتل على يد ثاني خليفة عباسي هو أو جعفر المنصور 137ه ؛ وأما أبو عبد الله الشيعي فقد قُتل على يد الخليفة الفاطمي الأول عبيد الله المهدي268ه 3ـ تسبب مقتل كل واحد منهما في سخط أتباعه على الدولة، فلقد قامت حركة ثورية قادها سنباذ المجوسي تطالب بالثأر لأبا مسلم الخرساني ، وحركة أخرى تزعمها اسحق التركي يزعم ان أبا مسلم لم يمت وانه سيعود ويملأ الأرض عدلا.. ونفس الشيء نجده عند مقتل ابو عبد الله فلقد أبدى الكتاميون سخطهم وغضبهم على مقتله ،و زعم بعض منهم ان ابو عبد الله لم يمت وجعلو طفلا انه المهدي وانه يوحى اليه. أوجه الاختلاف بينهما 1ـ يختلفان في القيام بالمهام والنوايا.فابو مسلم كان على راس الفرس ضد العرب ، فضاهرا كان جهده موجه لاقامة الدولة العباسية ، لكن نيته كانت تهدف الى اقامة دولة فارسية بلباس اسلامي، فكان ينشر أفكارا مجوسية ويشجع الفرق المتطرفة. أما أبوعبد الله فكانت نيته خالصة للمهدي وللمذهب الاسماعلي ويعمل على تحقيق اهداف المذهب الاسماعيلي 2ـ اعتمد أبو مسلم على القوة العسكرية، وسفك الدماء، و فرض سياسته بالحرب، و الرعب يسانده في ذلك الناقمون على الدولة ،خاصة من الفرس ،والمنافقين، و الفرق المذهبية المعارضة للدولة الاموية. أما أبو عبد الله فقد اعتمد على دهائه، وسياسته المبنية على الحجة والاقتناع في نشر أفكاره، فهو رجل دعوة قبل ان يكون رجل حرب، فأقام دولته على الدعوة بطرق سلمية، بعيدا عن العنصرية فساوى بين البربر والعرب، مادامو يؤمنون بولائهم للامام العلوي. 3ـ يختلفان في أن الأمر كان أسهل بالنسبة لأبو مسلم الخرساني، فالدولة الاموية كانت تعاني من الضعف، وكانت تتآكلها الفرق، فظهوره كان في وقت كانت فيه الدولة الاموية على وشك السقوط، والطريق كانت ممهدة له من طرف مئات الدعاة . أما أبو عبد الله فكان جهده فرديا، منقوصا من المال والرجال، وكا في مكان غريب، وبدأ الدعوة من أول الطريق 4ـ أعلن ابو مسلم العصيان على الخليفة، أبو جعفر المنصور علنا وصراحة، عندما أراد أن يكون حاكما على الجهة الشرقية من الدولة العباسية. اما أبو عبد الله فكان مخلصا لعبيد الله ولم يعلن عصيانه او تمرده امامه . 5ـ كان أبو جعفر المنصور يدرك خطورة أبا مسلم وكان يكرهه، فنفذَ فيه القتل بنقسه، وفي مجلسه أمام الملأ اما المهدي عبيد الله فقد قرر قتل أبو عبد الله بعد تفاقم الوضع، وأصبح مضطرا الى ذلك فأرسل من ينفذ عملية الاغتيال، ثم صلى على جثانه وقال: ً رحمك الله ابا عبد الله وجزاك خيرا بجميل سعيك. ً وفي الختام يمكن أن نخلص الى القول بأن الشخصيتين لعبتا دورا بارزا في التاريخ، وكان لكل منهما بصمته في تغير مجرى التاريخ في المنطقة التي ظهر فيها . وأهم ما يجلب انتباه الدارس والباحث في دراسة ألشخصيتين، هو كلاهما بذلا جهدا كبيرا في ارساء قواعد واسس الدولة، الا أنهما تمت تصفيتهما على أيدي صحبيهما وانهما لم يستفيدا من جهودهما. كروم عيسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق